جيتس ينتقد استراتيجية الصدمة والرعب التى تبنتها امريكا عند غزو العراق

انتقد وزير الدفاع الامريكى روبرت جيتس استراتيجية الصدمة والرعب التي تبنتها الولايات المتحدة عند غزو العراق عام 2003 ، قائلا إن النظرة الضيقة التي تبنتها وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) في العمليات القتالية التقليدية أثبتت تكلفتها الباهظة عندما زادت القوات البرية الامريكية من السرعة التى تعمل بها لاقرار الاستقرار في العراق.

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية ، فى موقعها على شبكة الانترنت عن جيتس قوله ، إن البيروقراطية التى يعانى منها البنتاجون فشلت فى الاستجابة بالسرعة الكافية الى الاحتياجات العسكرية الخاصة بابتكار عمليات لمكافحة حركات التمرد في العراق وأفغانستان ، داعيا الي ادخال اصلاحات لجعل وزارة الدفاع اكثر خفة ومرونة في الحركة.

وأضاف وزير الدفاع الامريكى - فى خطابه امام جامعة الدفاع الوطني - أن الصراع الذي خاضه الجيش لتعديل مهمة مكافحة التمرد في العراق جاء "بتكلفة مرعبة من الناحية البشرية والمالية السياسية".

وأشار الى أنه على الرغم من كافة اوجه التجديد من حيث البطولات والموارد من قبل القوات والقادة في ارض الميدان، فان هناك بعض التقصير المؤسسي في البنتاجون الذي يجب تجاوزه.

وأكد وزير الدفاع الامريكى روبرت جيتس أنه على الرغم من تمتعنا بمهارات عسكرية في المعارك البرية التقليدية الكبرى، فان مثل هذه الحروب غير محتمله في المستقبل القريب.

واشار الى ان البنتاجون وضع اهمية كبيرة على تطوير نظم اسلحة ذات تكنولوجيا عالية بهدف مواجهة دول معادية محتملة مثل الصين او روسيا الا ان ذلك يتطلب سنوات عديدة حتى يتحقق موضحا ان ميزانية عام 2009 تتضمن اكثر من 180 مليار دولار لنظم الاسلحة التقليدية.

وأوضح جيتس أن الاسلحة عالية التقنية تعطي تصورا عن احتمال نشوب حرب اليكترونية نموذجية وهو امر لا يراه واقعيا.

وطالب جيتس بضرورة الحذر من تحليلات الانظمة ونماذج الكمبيوتر ونظريات ادارة المعارك مضيفا ان الضباط يجب ان ينظروا بارتياب الي الافكار الخاصة بالصراعات المستقبلية التي تشمل "اخافة الاعداء واصابتهم بالصدمة او الرعب الي درجة الخضوع بدلا من متابعتهم من قمة جبل الي قمة جبل اخرى ومن منزل الي منزل".

وأكد جيتس أن البنتاجون يبدو بحاجة الي الاسراع في شراء والدفع بالقدرات التكنولوجية الاقل الي ميادين المعارك.

وأوضح جيتس ان برامجنا لتحديث الاسلحة التقليدية تسعى لايجاد حلول بنسبة 99 في المئة في غضون سنوات في حين ان الاستقرار ومهام مكافحة التمرد وهي الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة حاليا تتطلب حلولا بنسبة 75 في المئة في غضون اشهر.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس إنه على سبيل المثال ان وزارة الدفاع اخذت وقتا طويلا لتطوير عربات همفي المدرعة والعربات المضادة للالغام الارضية وغيرها من المعدات للتصدي الي القنابل المزروعة على جانب الطريق الي جانب التكنولوجيات الاستخبارية الجديدة المطلوبة للعراق وافغانستان.

وأشار جيتس الى إنه بافتراض هيمنة القوات الامريكية فى الجو والبر والبحر، فان البنتاجون يمكن أن يتحول بشكل آمن من بناء اعداد قليلة من السفن والطائرات المتقدمة الصغيرة وغيرها من الانظمة واللجوء بدلا من ذلك لشراء كميات كبيرة من المعدات والاسلحة البسيطة والرخيصة التي يستخدمها الشركاء العسكريون في الدول الاخرى.

وتوقع جيتس أن يكون التهديد الرئيسي الذي سيواجه القوات الامريكية في الخارج في السنوات المقبلة هو الصراعات المهجنة التي تجمع بين التقليدي وما هو غير تقليدي التي تشنها الميلشيات والجماعات المقاتلة واللاعبون على المسرح الدولي من غير الدول وجيوش العالم الثالث.

وقال جيتس أنه "بعيدا عن قوات العمليات الخاصة وبعض القادة الرافضين لما يجري، فان البنتاجون يفتقر منذ عقود الي القوة الداعمة القوية والمتأصلة في داخله وايجاد اطار مؤسسي لقدراته بما يمكنه من شن صراع غير تقليدي".

هاااايل بجد مووضوع جامد

شكرا على مرورك يا محمد