الرسوم الدنماركيه المسيئه للرسول عليه الصلاه والسلام

هل كانت الرسوم الدانماركية المسيئة للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
فلتة عابرة من صحفي مغمور يريد السمعة ولفت الانتباه؟!

هل تعامل المسلمون مع أزمة الرسوم الدنماركية المسيئة للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم بتشنُّج وتوتُّر، وبالغوا في تضخيم ردود الأفعال، كما يزعم بعض الليبراليين وأهل الأهواء من بني جلدتنا..؟!

الواقع يقول غير هذا ..

فالصحافة الدنماركية تتحالف وتتواطأ لاستغضاب المسلمين والتطاول على حرماتهم وتحدي مشاعرهم بكل صلف واستعلاء، وتجد غطاء ودعماً سياسياً وفكرياً واسع النطاق في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وها هي ذي أخيراً منظمة "وقف أسلمة أوروبا" اليمينية الدنماركية تعلن عن مسابقة جديدة لرسومات مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم ، والبرلماني الهولندي "خيرت فيدرز" يعرض فيلماً يسيء للقرآن الكريم بعنوان: "فتنة"! ومجلة "هيومان إيفنتس" الأمريكية الأسبوعية توزع كتاباً للمؤلف الأمريكي "روبرت سبنسر" ينال فيه من النبي صلى الله عليه وسلم ، وصدق المولى جل وعلا: والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير (73)(الأنفال)، وقال تعالى : أتواصوا به بل هم قوم طاغون 53(الذاريات).
إن التطاول على مقام النبوة جزء من منظومة واسعة لحرب الأفكار التي تبنَّاها عدد من المؤسسات الفكرية والإعلامية والسياسية في الغرب، وقد أخذت هذه الحرب مسارات متعددة تتصاعد يوماً بعد آخر.
أكثر المسارات جلاء
أولاً: التطاول على حرمات الأمة، وانتهاك مقدساتها، ويدخل في هذا الباب التطاول على كتاب الله عز و جل(1)، والتطاول على النبي صلى الله عليه وسلم ، والتطاول على شعائر الإسلام كالحجاب الإسلامي ونحوه، وليس آخر هذه التطاولات حملة "نزع الحجاب" التي تبنَّاها عدد من المنظمات النسوية في يوم المرأة العالمي في مطلع شهر ربيع الأول 1429ه الموافق لشهر مارس 2008 م(2).
ثانياً: الدعوة المحمومة إلى تحريف الإسلام، وتقديم صورة ممسوخة مشوهة له، تقدم على أنها البديل الإسلامي الحضاري الذي يصطلح مع القيم الثقافية والفكرية الغربية، ويأتي في هذا السياق دعوة تقرير "راند" (2007م) لبناء شبكة من المسلمين المعتدلين الذين يتولون تحمّل هذه المسؤولية(3)، بالإضافة إلى عدد كبير من المؤتمرات والأنشطة، أذكر منها على سبيل المثال:
1 مؤتمر "العَلْمانية الإسلامية" المنعقد في فلوريدا الولايات المتحدة الأمريكية في شهر مارس 2007م.
2 مؤتمر "الإعلان الأوروبي للتسامح" المنعقد في لاهاي بهولندا في شهر سبتمبر عام 2007م، اجتمعت فيه منظمات المرتدين عن الإسلام في أوروبا، ويهدف إلى مناقشة حقوق المرتدين(4).
3 مؤتمر "الاحتفال بالكفر: التفكير الناقد من أجل الإصلاح الإسلامي" المنعقد في ولاية "جورجيا" الأمريكية في 28 مارس 2008م(5).
وهذه المؤتمرات ونظائرها تهدف إلى إشاعة التمرد على الدين، وازدراء الشعائر الإسلامية، والتفلت من القيم، وتأسيس أجيال ممسوخة الهوية، منقطعة الصلة بجذورها العقدية والثقافية.
ثالثاً: ترسيخ القيم الاجتماعية والفكرية الغربية، وتقديمها إلى العالم على اعتبار أنها القيم الحضارية التي يمكن أن تجتمع عليها شتى الحضارات الإنسانية، واستُخدمت المنظمات الدولية كهيئة الأمم المتحدة ونحوها في اختراق الشعوب وفرض رؤيتها الثقافية عليها، ولعل أصرح الأمثلة على ذلك: اتفاقية "السيداو" التي تكرس قيم الزنا والشذوذ الجنسي، وتقدمها على أنها مشترك إنساني حضاري!
إنَّ هذا الطوفان الجارف من المكر والعداء يتطلب رؤية دعوية جديدة قادرة على تحمُّل المسؤولية وتحصين الأمة، وقائمة بالواجب الشرعي الذي أوجبه الله عز وجل على عباده المؤمنين.
ولا يكفي أن نحمِّل الآخرين تبعات الأزمة، بل لا بد أن نستشعر المسؤولية وننتصر لدين الإسلام الحق، قال الله تعالى: ولا تهنوا في \بتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما 104(النساء)، وهذا يتطلب استثمار هذه الاستفزازات العدائية لاستنهاض همم العلماء والدعاة للذبِّ عن الدين وحرماته؛ بل استثمار الغيرة الصادقة والحمية الكبيرة التي رأيناها في صفوف عامة المسلمين بعد أزمة التطاول على سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم .
وقراءة الواقع بوعي تجعلنا نؤكد أن الصراع الفكري مع الغرب ليس مجرد سحابة صيف عابرة، ولن يقف عند حد معين، فالأحداث المتتابعة تؤكد أن عجلة العداء والتحدي تتسارع بصورة واسعة جداً؛ وأخطر ما فيها أن جمعاً من المفسدين وأهل الأهواء من بني جلدتنا أصبحوا معولاً حاداً وجارحاً يستخدمه أسيادهم لتقويض واختراق بنيان الأمة، وصدق المولى جل وعلا: وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون 202(الأعراف).
نعم! لقد تألَّم المسلمون كثيراً من تلك الرسوم المسيئة، وعلى الرغم من ذلك أرى أنها فرصة تاريخية للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم ، وإبراز شمائله الكريمة وسيرته الشريفة العطرة، ليس عند الغربيين فحسب بل حتى عند المسلمين الذين يجهل كثير منهم سيرته وهديه، ويغفل عن شريعته وسنته.
إنها فرصة لتحويل الأزمة إلى مشروع دعوي جاد يتجنب ردود الأفعال المرتجلة والمحدودة، ويسعى لبناء حركة علمية قوية توظف فيها طاقات الأمة وحميَّتها توظيفاً إيجابياً وناضجاً، وإذا كان الغرب يستقطب المرتدين ويحتفل بالكفر؛ فلنحتفل نحن بالإيمان بالله عز وجل وحده لا شريك له، ولنعتز بكتاب ربنا سبحانه وتعالى ولترتفع رؤوسنا بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم سنته والاهتداء بهديه.
ومما زادني شرفاً وتيهاً
وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك: يا عبادي
وأن صيرت أحمد لي نبياً

الهوامش

(1) انظر: كتاب "ماذا يريد الغرب من القرآن؟"، تأليف: د. عبد الراضي محمد عبد المحسن.
(2) أصدر جمع من العلماء والمفكرين من عدد من الدول الإسلامية رسالة بعنوان: "دعوة للمراجعة"، وجَّهوها إلى قادة الرأي والفكر والسياسة في الغرب، بيَّنوا فيها موقف المسلمين من حملات التطاول الغربي على شعائر الإسلام. ترجمت الرسالة إلى ثنتي عشرة لغة، وخصص لها موقع على الشبكة العالمية: (www.alettertothewest.com).
(3) انظر: كتاب "استراتيجيات غربية لاحتواء الإسلام.. قراءة في تقرير راند 2007" ، تأليف: الدكتور باسم خفاجي. وفي السياق نفسه نشرت مجلة "كومنتري" الأمريكية عدد فبراير 2008م دراسة بعنوان "محاولة البحث عن المعتدلين المسلمين"! انظر: موقع تقرير واشنطن على الشبكة العالمية.
(4) انظر: مجلة البيان، العدد: (242)، شوال 1228ه.
(5) موقع المؤتمر على الشبكة العالمية: www.hereticmuslims.com.

<hr style="COLOR: #d1d1e1" SIZE=1>

تسلم ايدك ياساسوو

ربنا يخليك مرسي علي مرورك

تسلم ايدك ياساسوو

موضوع جميل يا ساسو ومجهود هايل

تم نقل الموضوع لمنتدى عطر النبوة

» اسماء الرسول عليه الصلاه والسلام
» احاديث للرسول عن المراة
» تحب يكون مين مثلك الاعلى مغنى ولا مطرب ولا مصارع ولا محمد عليه الصلاه والسلام
» This is the family tree of the prophet Mohammad (شجره عائله النبي محمد عليه الصلاه والسلام)
» مائة دعاء لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام