إيران تستقبل وفد المفتشين الدوليين باتهام إسرائيل بتأليف مسرحية سخيفة

وصل أولي هاينونن نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس إلي طهران في بداية زيارة تستغرق يومين علي رأس وفد من المفتشين الدولييين بهدف تكثيف الضغط علي إيران للرد علي الاستفسارات الغربية حول أنشطتها النووية‏.‏ واجتمع هاينونن أمس مع جواد وعيدي نائب رئيس المجلس الأعلي للأمن القومي الإيراني‏,‏ وسط تأكيدات إيرانية بأن هذه الزيارة تهدف إلي تعزيز التعاون بين طهران والوكالة الدولية‏,‏ والتي تسعي بدورها لتبديد الشكوك المثارة حول الملف النووي الإيراني‏.‏
واستقبلت الصحف الإيرانية المسئول الدولي بحملة هجوم حاد حيث اتهمته صحيفة كايهان المحافظة بمحاولة استكمال الخدعة الإسرائيلية ـ الأمريكية لتقديم أدلة واهية حول أنشطة إيران النووية‏.‏ ووصفت هذه الزيارة بأنها جزء من مسرحية سخيفة يمثل مجلس محافظي الوكالة الدولية الفصل الأول منها‏,‏ أما الفصل الثاني فيقوم به هاينونن خلال زيارته لإيران ـ وأشارت الصحيفة إلي أن هذه المسرحية من تأليف اسرائيل وإخراج الولايات المتحدة‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي يعتزم فيه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد زيارة نيودلهي الأسبوع المقبل‏,‏ في طريقه إلي سري لانكا‏,‏ حيث سيبحث خلالها عدة صفقات للطاقة تقدر قيمتها بعدة مليارات من الدولارات‏.‏ وتسعي الهند حاليا لتأمين مصادر جديدة للبترول والغاز من الخارج‏,‏ وذلك في ظل تصاعد معدل النمو الاقتصادي لديها‏.‏ الجدير بالذكر أن الهند تستورد أكثر من‏70%‏ من احتياجاتها من البترول‏.‏
ومن ناحية أخري قال آية الله حسين علي منتظري‏,‏ النائب السابق لمرشد ايران الراحل آية الله الخميني‏,‏ إن الوعود التي قطعها الخميني للإيرانيين لم تتحقق‏,‏ وأعرب عن قلقه إزاء المخالفات التي ترتكب في إيران باسم الإسلام‏.‏ وجاءت كلمة منتظري الأسبوع الماضي‏,‏ خلال استقباله في منزله بقم العاصمة الدينية لإيران لأعضاء مجلس إدارة صحيفة نامه التي تم إغلاقها مؤخرا ووفد من أعضاء مجلس الائتلاف الوطني الديني الإيراني الذي يرأسه المهندس عزت عبدالله سحابي ويضم هذا الأئتلاف حركة حرية إيران بزعامة أول وزير خارجية لإيران بعد الثورة الدكتور إبراهيم يزدي‏.‏

وقال منتظري إنه من دواعي الأسف أن آية الله الخميني قطع وعودا للشعب فقمنا نحن بإبلاغها‏,‏ ونزل الناس إلي الشوارع متوهمين أن تلك الوعود ستطبق فقاموا بالثورة دافعين ثمنا باهظا لذلك‏.‏
واختتم منتظري حديثه بالقول أنه عندما كان النظام السابق‏(‏ الملكي‏)‏ يرتكب مخالفة‏,‏ لا يتم توجيه اللوم إلي الإسلام‏,‏ في حين يتم اليوم إلقاء كافة المخالفات علي كاهل الإسلام‏.‏

جدير بالذكر أن منتظري يعيش تحت الإقامة الجبرية في منزله‏,‏ ويعتبر واحدا من أكبر المرجعيات الدينية للشيعة وقد أكسبته مواقفه السياسية المستقلة شعبية في إيران‏.‏
وفي نيويورك‏,‏ أكدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه علي الرغم من الخلافات الشاسعة بين الولايات المتحدة وإيران في العراق‏,‏ فإن المصلحة الذاتية أملت علي الطرفين الوقوف صفا واحدا لمواجهة الزعيم الشيعي الشاب مقتدي الصدر‏.‏ وأوضحت الصحيفة أن الصدر ربما يشكل خطرا مشتركا علي الجانبين نظرا لدوره في مدينة البصرة الغنية بالبترول‏,‏ خاصة في ظل تأييد واشنطن وطهران للمجلس الأعلي الاسلامي للعراق ـ العدو الرئيسي للصدر والذي قام بدور بارز في خدمة مصالح الولايات المتحدة وإيران في نفس الوقت‏.‏

شكرا على مرورك يا جيرسى