بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
ثم أما بعد
أورد العلامة: الألباني -رحمه الله -في كتاب (تمام المنة )
قواعد أساسية لا يستغني عن معرفتها من كان يعنيه أمر التفقه في السنة
قال -رحمه الله- في القاعدة الحادية عشرة :-
(( لا يجوز ذكر الحديث الضعيف إلا مع بيان ضعفه لقد جرى كثير من المؤلفين ولا سيما في العصر الحاضر على اختلاف مذاهبهم واختصاصاتهم على رواية الأحاديث المنسوبة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم دون أن ينبهوا على الضيفة منها ، جهلا منهم بالسنة ، أو رغبة أو كسلا منهم عن الرجوع إلى كتب المتخصصين فيها ، وبعض هؤلاء - أعني المتخصصين
يتساهلون في ذلك في أحاديث فضائل الأعمال خاصة ! قال أبو شامة ( 1 ) : " وهذا عند المحققين من أهل الحديث وعند علماء الأصول والفقه خطأ ، بل ينبغي أن يبين أمره إن علم ، وإلا دخل تحت الوعيد في قوله " صلى الله عليه وآله " : " من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين " ، رواه مسلم " .
هذا حكم من سكت عن الأحاديث الضعيفة في الفضائل ! فكيف إذا * ( هامش ) ) * ( 1 ) في " الباعت على إنكار البدع والحوادث " ( ص 54 ) . ( * ) 33 كانت في الأحكام ونحوها ؟ واعلم أن من يفعل ذلك فهو أحد رجلين :
[glow]1 -[/glow] إفا أن يعرف ضعف تلك الأحاديث ولا ينبه على ضعفها ، فهو غاش للمسلمين ، وداخل حتما في الوعيد المذكور .
قال ابن حئان في كتابه " الضعفاء " ( 1 / 7 - 8 ) : ( في هذا الخبر دليل على أن المحدث إذا روى ما لم يصح عن النبي مما تقول عليه وهو يعلم ذلك يكون كأحد الكاذبين ، على أن ظاهر الخبر ما هو أشد قال " صلى الله عليه وآله " : " من روى عني حديثا وهو يرى أنه كذب . . " - ولم يقل : إنه تيقن أنه كذب - فكل شاك فيما يروي أنه صحيح أوغير صحيح داخل في ظاهر خطاب هذا الخبر " .
ونقله ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " ( ص 165 - 166 ) ، وأقره .
[glow]2 - [/glow]وإما أن لا يعرف ضعفها فهو آثم أيضا لإقدامه على نسبتها إليه صلى الله عليه وآله " دون علم ، وقد قال " صلى الله عليه وآ له " : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع " ( 1 ) ، فله حظ من إثم الكاذب على رسول الله " صلى الله عليه وآله " ، لأنه قد أشار " صلى الله عليه وآله " أن من حدث بكل ما سمعه - ومثله من كتبه - أنه واقع في الكذب عليه " صلى الله عليه وآله " محالة ، فكان بسبب ذلك أحد الكاذبين .
الأول : الذي افتراه ، والآخر : هذا الذي نشره ! قال ابن حئان أيضا ( 1 / 9 ) : " في هذا الخبر زجر للمرء أن يحدث بكل ما سمع حتى يعلم علم اليقين صحته "
. * ( هامش ) * ( 1 ) رواه مسلم ( رقم : 5 ) في مقدمة " صحيحه " ، وهو مخرج في " الصحيحة " ( 205 ) . ( * ) وقد صرح النووي بأن من لا يعرف ضعف الحديث لا يحل له أن يهجم على الاحتجاج به من غير بحث عليه بالتفتيش عنه إن كان عارفا ، أو بسؤال أهل العلم إن لم يكن عارفا ( 1 ) .))
وراجع " التمهيد " في مقدمة الضيفة ( ص 10 - 12 ) .
رحم الله أسد السنة وتقبل منه وأسكنه فسيح جناته