هيلين كيلر مؤلفة أمريكيَّة كرّست حياتها لصالح الأفراد المُعاقين. وتُعَدُّ مثالاً رائعًا للشخص الذي يتغلب على إعاقته الجسدية.
ولدت هيلين كيلر في مدينة زراعية صغيرة في توسكومبيا بألاباما بأمريكاعام 1880، وكانت لديها رسالة إلى العالم وتريد أن يحـترم الناس فاقدي البصروالسمع، فمهمتها جاءت من حياتها الخاصة في الوقت الذي كان عمرها لا يتجاوز سبع سنوات فقط ، فمرضها كان أشبه بالدخـول الى عالم مختلف، عالم مغلق من جميع النواحي.. شعرأبويها بأنها تحتاج إلى مساعدة، لذا استأجروا لها معلمة تدعى آنسوليفان،آن كانت صارمة، لكن كانت تملك الكثير من الطاقة وفي أيام قليلة فقط علّمت هيلين كيف تتهجى الكلمات بأيديها (الابجدية اليدوية) التي هي جزء من لغة الاشارة التي يستعملها الناس الصم . كانت هيلين تفهم ما تعني لها الكلمات مثل نافورة الماء في الهواءالطلق،حيث ان سوليفان كانت تمسك قبضة يد هيلين بيدها بينما يد هيلين الاخرى مغمورة في الماء. حينها تهجت "ماء" فتحول الشعور إلى كلمة فوراً في ذهن هيلين، وهكذا... وبذلك اليوم تعلمت هيلين 30 كلمة منذ ذلك الحين تسابق عقل هيلين إلى الامام في عمر عشر سنوات تعلمت أن تتكلم بطريقتها متى ما شعرت بفم معلمتها عندما تتكلم. وفي أغلب الأحيان كان الناس يجدون صعوبة في فهمها لكنها لم تتخلَ عن المحاولة لفهم الآخرين لها . وأخذت دروسًا على يد أحد المدرسين المُتخصِّصين في تدريس الصُّم. وفي السادسة عشرة من عمرها أصبحت قادرة على الاتصال بالآخرين بالقدر الكافي الذي سمح لها بالالتحاق بمدرسة ثانوية خاصة، ومن ثَمَّ مُوَاصلة دراستها بإحدى الكليات. وقد اختارت كلية راد كليف بمدينة كمبردج بولاية ماساشوسيتس حيث تخرجت فيها عام 1904م بمرتبة الشرف. وقد لازمتها آن سوليفان خلال تلك السنوات، تترجم وتفسر لهاالمحاضرات والمناقشات داخل الفصل الدراسي .
بعد تخرجها من الكلية اهتمَّت بشؤون المكفوفين والصُّم. وانضمت إلى المؤسسة الأمريكية للمكفوفين وأصبحت من العضوات البارزات بها. كما انضمت للمؤسسة الأمريكية عبر البحار للمكفوفين.
قامت كذلك بإلقاء المحاضرات أمام الهيئات التشريعية، وكتبت العديد من المؤلفات والمقالات. وأنشأت صندوق هِيلين كيلر للمنح ودعمته بتبرعات الأثرياء .
أصبحت هيلين كيلر في السنوات التالية مُهتمّة بتحسين أوضاع المكفوفين في الدول النامية والدول المتأثرة بالحرب، وأصبحت سفيرة لهم، ناطقة بلسانهم وبحماس ودون ملل. وقد قامت بإلقاء المحاضرات في أكثر من 25 دولة في قارات العالم الخمس خلال الحرب العالمية الثانية 1939 - 1945م.
قدَّمت هيلين كيلر خدماتها للجنود الذين أصيبوا بالعمى خلال الحرب ، وأينما حلَّت أخذت تبث الشجاعة في الأفراد المكفوفين.
نالت هيلين كيلر الكثير من الجوائزالمميزة ، ومن بينها شريط الفروسية لجائزة وسام الشرف الفرنسي، وجائزة إنجاز خريجي كلية راد كليف ، والعديد من الأوسمة المختلفة من دول العالم.
تُرجِمَت كتب هيلين كيلرإلى أكثر من 50 لغة، ومن كتبها قصة حياتي (1903م)؛ التفاؤل (1903م)؛ العالم الذي أعيش فيه (1908م)؛ نشيد الجدار الحجري (1910م) ؛ الخروج من الظلام (1913م)؛ ديانتي (1929م)؛ التيار الوسط ، حياتي اللاحقة (1930م) ،المعلم (1955م)، وهي مجموعة قصص عن آن سوليفان. ويحكي فيلم هيلين كيلر قصة حياتها. وتحكي مسرحية العاملة ذات المعجزات كيفية اتصال آن سوليفان بهيلين كيلر عن طريق حاسة اللمس.
طافت هيلين حول العالم وكتبت عن تجاربها في حياتها وكتبت عن حقوق الانسان فاقد البصر والسمع، وتلخص هيلين نظرتها للطفل فاقد البصر بعمرخمس سنوات "أبداً لا تحني رأسك دعه مرفوعاً عالياً، شاهد العالم بوجهك مباشرة".
ادت هيلين دوراً أساسياً في أغلب الحركات الثقافية والاجتماعية والسياسية المهمة للقرن العشرين في كل مراحل عمرها، وعملت بشكل متواصل لتحسين حياة الناس من فاقدي البصر والسمع.حصلت هيلين على العديد من الجوائز الفنية ومنها جائزتي اوسكار واستلمت عشرات الجوائز مثل الوسام الرئاسي للحرية.
توفيت هيلين كيلرأثناء نومها في عام 1968 تاركة وراءها العديد من الكتب التي حولت معظمها الى اشرطة سينمائية بقيت ذكرى خالدة لهذه الكاتبة الرائعة